belmakchouf

لنتفق من البداية. أنا لست من عشاق قناة حنبعل ولست من مشاهديها الأوفياء. وبالرغم من ذلك، أبقى مرحبا بكل ميلاد فضاء سمعي بصري جديد في تونس. يجب قبول الاختلاف ويجب علينا أن نقبل برؤى غير رؤانا إن وجدت.

البارحة طلب مني صديق أن أشاهد برنامج بلمكشوف ليوم الثلاثاء الماضي سجّله خصيصا حتى أشاهده معه.

والنتيجة بعد مشاهدة البرنامج: كرهت حنبعل.

لماذا؟

طولوا بالكم معي. المسألة قد تكون في غاية الخطورة.

برنامج بلمكشوف جريء في النقد. نقد جامعة ورابطة كرة القدم المحترفة. ودفع بالأحد الرياضي، على ما يبدو، الى مزيد النقد هو أيضا. جمبل.

جميل أن ننتقد وجميل أن تكون لنا جرأة في الانتقاد. المسألة هامة جدا. هو فضاء مخبر لنتعود ممارسة النقد والاستماع الى الرأي والرأي المخالف.

كما قلت سابقا، من الخطأ أن ننفي أي نفس حر بتعلة أننا لا نتكلم في السياسة بالطريقة التي لا نرغب فيها.

حين ننتقد الرياضة، نحن بالضرورة في سياسة رياضية. وينطبق التحليل على بقية المواضيع.

وصاحب البرنامج والمشاركون معه يجب عليهم أن يعوا بجسامة الرسالة التي يحملونها. فحين نشاهد حوارا رياضيا، حضاريا ونزيها وصادقا ومحترما لآداب الكلام وأخلاق الحديث والنقاش، من الأكيد ان الصورة ستمر الى ذهن المشاهد.

ولكن ما شاهدته أخيرا في هذا البرنامج، يعمل “العار”، مخزي ومخجل. حقيقة.

قامت القيامة على مقابلة النجم والترجي وحركة لا رياضية/ لا أخلاقية لصابر بن فرج. تصرف هائج لفوزي البنزرتي وجمهور فوق الميدان وضرب وتهديد ووعيد. ثم قرارات مهزلة لرابطة كرة القدم وتصريحات فسيفساء لرؤساء النوادي. وأحضروا في البرنامج أستاذا (عاقلا) وأقاموها محكمة له وهاج الجميع. سرك فرجوي بأتم معنى الكلمة.

وقبل أن أواصل، أقول كلمة حق: كم أنت رائع وممتاز يا بن سعيد. ومستحق هذه الملاحظة أنت الوحيد.

وقبل أن أواصل، أسألكم: ألا تلاحظون وكأن هياكلنا الرياضية تسعى بأن تقدم لهذا البرنامج كل أسبوع قضية؟ كل أسبوع تهدي له مهزلة تحكيمية أو قرارا تأديبيا هزيلا يتخذونه بضاعة لتسويق برنامجهم واسماعنا شتى الدروس والخطب التوعوية؟

والآن سأبدأ بسامي: في كل مرة أشاهدك أقتنع بأنك تقفز بين السلالم. مرة هنا ومرة هناك. بالله ابتسم.

وأنتهي بالأستاذ الفقيه، فتحي المولدي. عرفتك كاتبا صحافيا ممتازا وسمعت عنك خيرا كمساعد في القانون. ولكن أتمنى لو تشاهد نفسك بعد كل برنامج: في بعض الحالات، لا يليق بك بعض التصرفات.

في خضم الهيجان والنقاش أخذ الكلمة الأستاذ الكريم وقال: “الرابطة سلطت عقوبة باعتماد صورة. والصورة بثتها قناة حنبعل. إذا هناك اعتراف بكون هذه القناة، رسمية.”

وأعاد الاستاذ الملاحظة وألح وأصرّ ووووو. حتى خلت أنه مالك هذه القناة.

يا أستاذ، يا كريم، النص يتحدث عن قناة عامة وليست عمومية. والعامة أي القناة التي هي مفتوحة لعموم المواطنين.

حين ننتهز نقاشا رياضيا لنحاول تمرير خطبا غير رياضية ونعيد طرح مسائل بكينا عليها وعلى نتائجها الإحصائية، حين نفعل ذلك، نكون لامسنا الدناءة ودنسنا الرسالة بتربية غيرنا على الانتهازية.

بالله كفوا عن التطبيل. لأنكم بضربانكم اللغة ستكرّهون المواطن حتى في الرياضة الجماعية.